الأحد، 15 أبريل 2012

اغرب نبوءة ادبية و غرق السفينة تايتانك .. !!


كثير من الناس سمعوا عن أو شاهدوا فيلم ( تيتانيك ) وما حفل به الفيلم من مأساة غرق تلك السفينة التي قال عنها الناس إنها لا يمكن أن تغرق. ولكن قبل أن نتحدث عن هذه السفينة , و الكثيرين قد لا يعرفون الا القليل عن تلك السفينة .. او سوى ما شاهدوه من احداث في ذلك الفيلم و لا يعرفون ان سيناريو غرق تلك السفينة قد كان بمثابة نبوءة غريبة , فهو قد اعد مسبقا على سبيل الخيال .. و لكنه تحول الى حقيقة .
ففي عام 1898 صدرت في بريطانيا رواية بعنوان ( غرق السفينة تيتان ) لمؤلف انجليزي على قدر ضئيل من الشهرة يدعى مورجان روبرتسون . و دارت الرواية الخيالية حول تعرض سفينة حديثة جبارة تدعى ( تيتان) للغرق في اول رحلة لها عبر الاطلنطي من ميناء ساوثهمبتون في جنوب انجلترا الى ميناء نيويورك في الولايات المتحدة .
كانت السفينة ذات حمولة تبلغ 70 الف طن و تحمل 2500 راكب و كانت مزودة بكل وسائل الراحه و ضمانات الامان و في قمة اطمئنان ركابها و سرورهم , اصطدمت السفينة بجبل جليدي عائم و راحت تغرق الى القاع .
و وصفت الرواية بالتفصيل حالة الذعر التي حدثت بين الركاب و هم يحاولون النجاة بانفسهم 
في عدد محدود من زوارق النجاة . فقد كانت السفينة لفرط الثقة في متانتها و سلامتها تحمل 24 قارب نجاة فقط الامر الذي ادى الى مصرع معظم ركابها و هم يصارعون امواج المحيط .
لقد كانت الرواية لا باس بها من الناحية الفنية , فهي مليئة بالقصص الانسانية و المواقف المؤثرة و لكنها عند صدورها لم تلفت انظار الكثيرين فقد كانت مجرد رواية ادبية لكاتب مغمور و لكن بعد 14 سنة من صدورها نالت هذه الرواية اهتماما كبيرا بشكل مفاجيء و اقبل الكثيرون على قراءتها او اعادة قراءتها ووصفت بأنها ( اغرب نبوءة في تاريخ الادب التاسع عشر ) .




تايتانك في الفيلم الشهير انتاج 1997


ولنعد إلى يوم 4 أبريل 1912م عندما اصطدمت السفينة "تيتانيك" بجبل جليدي ضخم، وهي تقوم بأول رحلة لها من مدينة ساوثهامبتون بانجلترا إلى نيويورك وغرقت مشكّلة بذلك أعظم كارثة بحرية في القرن العشرين، وكان عدد الغرقى حوالي 1500 شخص.
كانت التيتانيك من أعظم ما شيده الإنسان ووصفها الناس حينذاك بأنها السفينة التي لن تغرق أبداً. 
و كانت تايتانك اكبر و احدث سفينة ركاب نزلت الى البحر حتى ذلك التاريخ و التي كانت مزودة بكل وسائل الراحة و الرفاهية و كل ضمانات السلامة و الامان . و غرقت هي ايضا في المحيط الاطلنطي في اول رحلة تقوم بها من بريطانيا الى الولايات المتحدة الاميركية و مات في الحادث الذي هز الدنيا في ذلك الوقت معظم ركاب تلك السفينة العملاقة التي لم تكن هي الاخرى مزودة بعدد كاف من قوارب النجاة .
كانت السفينة "تيتانيك" تحمل على متنها 2200 راكب بالإضافة إلى مؤونة الغذاء التي تتكون من 40 طنا من البطاطا و35 ألف بيضة، و7 آلاف كيس من القهوة، و12 ألف زجاجة مياه معدنية بالإضافة إلى اللحوم والخبز ... الخ. 




تايتانك الحقيقية عام 1912



الامر الذي اثار الاستغراب هو ان اوجه التشابه كانت صارخة بين حادث غرق السفينة تيتانك و رواية غرق السفينة تيتان فالاسمان يتشابهان بل هو اسم واحد في حقيقة الامرو الحمولتان متقاربتان فقد كانت حمولة التيتانك 66 الف طن و تيتان 70 الف طن و كانت الاثنتان تسيران بسرعة قصوى مقدارها 25 عقدة في الساعة و لا تملكان عددا كافيا من قوارب النجاة اذ بلغ 
عدد قوارب التيتانك 20 قاربا فقط و غرقت السفينتان في الرحلة البكر لكل منهما و هي اول رحلة لهما من انجلترا الى امريكا عبر المحيط الاطلنطي .
فضلا عما تقدم فقد كان كل من السفينتين الخيالية و الحقيقية تفخر بانها اقوى و اضخم من اية سفينة اخرى صنعتها يد البشر و قال قبطان السفينة ( تيتان ) لاحد الركاب في سيناريو و حوار المؤلف : ( ان اي قوة في الارض او السماء غير قادرة على اغراق هذه السفينة ) و كذلك كان صانعو التيتانك يقولون عنها انها غير قابلة للغرق .
بعد الحادث عاد الناس الى قراءة رواية مورجان و هم مذهولون لكثرة اوجه التشابه حتى في التفاصيل بين الحادثتين كما لو ان مورجان كان يكتب تحقيقا صحفيا عن حادث غرق السفينة تيتانك قبل 14 عاما من وقوعه . و في نفس الوقت اخذت الصحف تنشر قصصا كثيرة على لسان الناجين من حادث غرق التيتانك و كيف تنبا به الكثيرون قبل وقوعه , و شهد بعض الاشخاص انهم اعادوا تذاكر الرحلة في اللحظة الاخيرة لانهم تشاءموا او حلموا بغرق السفينة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.